الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
حديث آخر: أخرجه البخاري. ومسلم [البخاري في "باب صلاة الكسوف جماعة" ص 143، ومسلم في "كتاب الكسوف" ص 298.] عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فذكر نحو حديث عائشة، وأخرجا [البخاري: ص 143، ومسلم: ص 299 - ج 1. ] نحوه من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص، ولفظ مسلم فيه: عن أبي سلمة عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: لما انكسفت الشمس في عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نودي: الصلاة جامعة، فركع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ركعتين في سجدة، ثم قام، فركع ركعتين في سجدة، ثم جلى عن الشمس، فقالت عائشة: ما ركعت ركوعًا، ولا سجدت سجودًا كان أطول منه قط، انتهى. وكذلك لفظ البخاري، وانفرد مسلم بحديث جابر [مسلم: ص 297 - ج 1، وأبو داود: ص 174.]، أخرجه عن أبي الزبير عنه، قال: كسفت الشمس على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في يوم شديد الحر، فصلى بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع، فأطال، ثم رفع، فأطال، ثم ركع، فأطال، ثم رفع، فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام، فصنع نحوًا من ذلك، فكانت أربع ركعات، وأربع سجدات، مختصر، وانفرد البخاري [البخاري: ص 144، ومسلم: ص 298.] بحديث أسماء، مبينًا فيه الصلاة أربع ركعات، وأربع سجدات، ورواه مسلم، يبين فيه الصلاة. - وأما حديث "الثلاث ركعات في كل ركعة"، فأخرجه مسلم [مسلم: ص 297، وأبو داود: ص 174.] عن عطاء عن جابر، قال: كسفت الشمس على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فصلى ست ركعات، بأربع سجدات، وأخرجه أيضًا عن عائشة، نحوه [ص 296.]، وأخرجه مسلم عن طاوس [ص 299.] عن ابن عباس، أنه عليه السلام صلى في الكسوف، فقرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد، قال: والأخرى مثلها، انتهى. وفي لفظ [ص 299.]: صلى ثمان ركعات في أربع سجدات، وعن علي مثل ذلك، انتهى. لم يذكر لفظ حديث علي، ولكنه أحال على ما قبله. - وأما حديث "الخمس ركعات في كل ركعة"، فأخرجه أبو داود في "سننه" [أبو داود في "الكسوف - في باب من قال: أربع ركعات" ص 174، والحاكم في "المستدرك" ص 333، وقال: رواته صادقون، قال ابن حزم في "المحلى" ص 100 - ج 5، بعد أن روى أحاديث الركوع، والركوعين إلى خمس ركوعات، كل هذا في غاية الصحة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وعمل به من صاحب. أو تابع، اهـ.] عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبيّ بن كعب أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ صلى بهم في كسوف الشمس، فقرأ سورة من الطوال، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، وفعل في الثانية مثل ذلك، ثم جلس يدعو حتى تجلى كسوفها، وأبو جعفر الرازي عيسى بن عبد اللّه بن ماهان، فيه مقال، قال النووي في "الخلاصة": لم يضعفه أبو داود، وهو حديث في إسناده ضعف، انتهى كلامه. - الحديث الثاني: حديث ابن عمر - "في كل ركعة ركوع"، قلت: لم أجده من رواية ابن عمر، وإنما وجدناه عن ابن عمرو بن العاص، ولعله تصحف على المصنف، أخرجه أبو داود [أبو داود في "باب من يركع ركعتين" ص 176 من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "باب القول في السجود في صلاة الكسوف" ص 222 من طريق شعبة، والترمذي في "الشمائل" ص 23 عن جرير عن عطاء، والحاكم في "المستدرك" ص 329، وأحمد: ص 198 - ج 2، كلاهما من طريق سفيان، وصححه الحاكم، والطحاوي: ص 194 عن حماد بن سلمة، والثوري، وغيرهما، وقال العراقي في "التقييد والايضاح" ص 392: عن يحيى بن معين، قال: حديث سفيان. وشعبة. وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم، اهـ.]. والنسائي. والترمذي في "الشمائل" عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقام رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، لم يكد يركع، ثم ركع، فلم يكد يرفع، ثم رفع، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع، ثم رفع، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع، ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، زاد النسائي: من القيام. والركوع. والسجود. والجلوس، وساق الحديث، ورواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح، ولم يخرجاه من أجل عطاء بن السائب، انتهى. وكان ينبغي للمنذري حين قال: أخرجه الترمذي أن يقيده "بالشمائل"، بل أطلق، وليس بجيد، قال المنذري: وقد أخرج البخاري لعطاء حديثًا مقرونا بأبي بشر، وقال أيوب: هو ثقة، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه، وفرق الإِمام أحمد. وغيره بين من سمع منه قديمًا وحديثًا، انتهى. قال الشيخ تقي الدين في "الإِمام": كل من روى عن عطاء بن السائب، روى عنه في الاختلاط، إلا شعبة. وسفيان، انتهى. قلت: وأصحاب السنن أخرجوه عن حماد عن عطاء خلا النسائي، فإِنه أخرجه في رواية عن شعبة عن عطاء به، وليس متنه بصريح في الركعتين، ولفظه: قال: كسفت الشمس على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فصلى، فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم رفع، فأطال، قال سمعته، وأحسبه قال في السجود نحو ذلك، وساق الحديث.
|